اينشتاين العرب الدكتور علي مصطفى مشرفة

468x60
 
يعجب الكثير من العرب من عبقرية اينشتاين ، ويجهلون من أدهشت عبقريته اينشتاين نفسه ، بل العالم أجمع . عالم الرياضيات والفيزياء العالم المصري الدكتور علي مصطفى مشرفة رجل سبق زمانه وتتابعت إنجازات فنقلته للعالمية وهو لا يزال في سن مبكرة .
بدأت القصة من دمياط مصر عام 1316هـ الموافق 1898م حيث ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة ، وكان والده من أثرياء دمياط حيث كان  يمتلك 200 فدان ، فعاش الدكتور علي حياة ثرية خصبة حتى سن العاشرة ففي عام 1907م حدثت أزمة القطن في مصر حيث حدث فيضان كبير قبل وقت الفيضانات المعتاد والمعروف لدى المصريين ، ونتج عن ذلك الفيضان خسائر جسيمة في محاصيل القطن وخسر والده ثروته في مضاربات القطن في ذلك الزمان  وخسر أرضه وماله بل وحتى منزله ، إلا أن المصيبة الأكبر كانت وفاة والده بعد عام من تلك الأزمة .
وهكذا وجد الدكتور علي نفسه  فقيراً معدماً مسئولاً عن أسرته التي تتكون من خمسة أفراد و هو لا يزال في سن العاشرة . وفي حديث يطول ذكره واجه الدكتور صعوبات العيش وأعباء الحياة التي وضعت على كاهله ، وتغلب عليها بعد أن صقلت شخصيته ، فقد عرف عنه من صغره العزيمة والإصرار ، وكان طموحاً مقدماً على التحدي ولا يأبه للصعاب .
أقبل الدكتور على التعليم بنهم شديد وكان محل إعجاب كل من شاهده ، فأبحاثه العلمية أخذت مكانها في الدوريات العلمية وهو  دون سن الـ 25 .
وفي عام 1923م حصل على شهادة بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف من جامعة لندن ، ثم حصل على شهادة ph.d دكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة .
عاد بعد ذلك إلى مصر ولم يمكث كثيراً بها ، فسرعان ما عاد إلى لندن ، وحصل على شهادة دكتوراه في العلوم D.Sc فكان أول مصري يحصل على هذه الشهادة والحادي عشر على مستوى العالم ، والعجيب أنه استطاع الحصول على هذه الشهادة في مدة ثلاث أشهر ونصف خلال الإجازة الصيفية ، مع العلم أن الوقت المعتاد للحصول على هذه الشهادة سنتين .
انجازات الدكتور علي مصطفى مشرفة الأكاديمية كثيرة جداً ، سنكتفي بما سبق وندخل لبحر إنجازاته العلمية . كان الدكتور من القلائل الذين عرفوا سر تفتيت الذرة ، وكان أول من أضاف فكرة أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه قنبلة مدمرة ، وبالفعل وبعد وفاته بسنوات قامت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي بصناعة القنبلة الهيدروجينية .
وكان دائما يقول : ( إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها ). أطلق الكثيرون عليه لقب اينشتاين العرب فذكائه كان يخلب الألباب ، وإنجازاته كانت لا تتوقف ، وكان له حضوره في الأوساط العلمية والجامعية المصرية ، فحضوره القوي بين الطلبة والأساتذة في الجامعات كان له الأثر الكبير في دفع عجلة البحث العلمي في مصر في ذلك الوقت .
وتعتبر نظرية الدكتور علي مصطفى مشرفة في الإشعاع والسرعة النظرية الأهم والتي طارت بشهرته في الآفاق ، حيث أثبت من خلالها أن المادة إشعاع في أصلها ، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر ، وقد مهدت هذه النظرية للعلماء ليحولوا المواد الذرية إلى إشعاعات .
وقد قابل الدكتور علي مصطفى مشرفة عالم الفيزياء الشهير ألبرت اينشتاين عدة مرات ، و أعجب اينشتاين بالدكتور مشرفة واعترف بأنه كان يتابع أبحاثه .وتقدر أبحاث الدكتور علي مصطفى مشرفة المتميزة في نظريات الكم ، والذرة والإشعاع ، والميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثاً ، وبلغت مسودات أبحاثه العلمية وقبل وفاته ما يقارب 200 بحث .
كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به ، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة لغير المتخصصين ، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وفي سبيل ذلك ألّف الكثير من الكتب الفريدة التي تشرح الألغاز العلمية والنظريات المعقدة ، بأسلوب سهل ومبسط دون الإخلال بجوهر المادة وهذه من الإبداعات التي تميزت بها مؤلفاته . ومن تلك المؤلفات :
1ـ الميكانيكا العلمية والنظرية.
2ـ الهندسة الوصفية .
3ـ مطالعات علمية  .
4ـ الهندسة المستوية والفراغية .
5ـ حساب المثلثات المستوية  .
6ـ الذرة والقنابل الذرية  .
7ـ العلم والحياة  .
8ـ الهندسة وحساب المثلثات  .
9ـ نحن والعلم  .
10ـ النظرية النسبية الخاصة .
اغتيل الدكتور علي مصطفى مشرفة في عام 1950 م بواسطة السم وهو في قمة مجده وكان عمره 52 عام ودارت الشكوك حول الموساد الإسرائيلي والنظام الملكي المصري آن ذاك خصوصا أن الدكتور كان له نشاط سياسي قوي وكان من المطالبين بإقامة الجهورية المصرية بديلاً للنظام الملكي .
تتلمذ على يد الدكتور نخبة من أبرز علماء مصر منهم فهمي إبراهيم ميخائيل ومحمد مرسي أحمد وعطية عاشور وعفاف صبري ومحمود الشربيني وعالمة الذرة الشهيرة الدكتور سميرة الموسى التي تم اغتيالها في الولايات المتحدة 1952م .
قالوا عنه :
(( إن الفقيد بلا شك من أعظم علماء الطبيعة الرياضية البارزين في العلم ، وإن وفاته في هذا السن المبكرة جاءت خسارة لا تقدر للعلم ، لا في مصر وحدها بل في جميع أنحاء العالم أيضاً ، وقد كنت أتطلع بثقة إلى الأعمال العظيمة التي كان قائماً بها فيما يتصل بأبحاث الذرة ، فإذا الموت يختطفه ويصيبني بخسارة بالغة ))
سير أوين ريتشارد سون
(( لا تقولوا إن مشرفة مات ، لا ..لا .. إننا محتاجون إليه ، خسارة كبيرة ، لقد كان رئعاً ، وكنت أتابع أبحاثه في الذرة بكل ثقة ، لأنه كان من أعظم علماء الطبيعة )).
ألبرت أينشتاين
(( عرفت الدكتور مشرفة سياسياً ، وشاعراً ، وأديباً قبل أن أعرفه عالماً ، كنت أحس معه أنني في حضرة دائرة معارف من عدة أجزاء ، كل جزء متخصص في فن من الفنون أو علم من العلوم )).
مصطفى أمين
(( لقد نال لقب باشا وهو في غنى عنه بلقبه العلمي ، ومركزه العالمي ، ولعل اللقب هو الذي كان مفتقراً إلى أمثال علي مشرفة ليسترد بعض اعتباره ويعتذر عن طول ابتذاله ))
عبده حسن الزيات
رحم الله  الدكتور علي مصطفى مشرفة فقد أعاد بعضاً من أمجاد العرب التي افتقدناها طويلاً .
1

مقالات أخرى:

468x60
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الجمعة، 28 أغسطس 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا
250x300
تعليقات الفيس بوك
0 تعليقات بلوجر

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، روابط لا علاقة لها بالموضوع لانه سيتم حذفها فوراً.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

شكرا لتعليقك
مدونة دليلي
عرب ويب