الأمطار الحمضية

468x60









تعد الأمطار الحمضية أحد المشكلات التي توجه الدول الصناعية، فهي أحد الانعكاسات السلبية الناتجة من ازدياد الانبعاثات الغازية الناتجة من النشاطات الصناعية، والتي لازالت تدفع ثمنها الدول الصناعية؛ فقد تسببت الأمطار الحمضية في تدمير آلاف البحيرات والجداول المائية في الولايات المتحدة وكندا ومناطق أخرى في أوروبا، وسميت بهذا الاسم لما تحتويه من مواد ذات طبيعة حمضية قد تكون أكثر حموضة من الخل وعصير الليمون، ودرجة الحموضة في هذه الأمطار تعتمد على نسبة المواد الحمضية المذابة فيها.
11
تتكون الأمطار الحمضية من تفاعلات الغازات المحتوية على الكبريت مع الأكسجين الموجود في الجو ليتكون ثالث أكسيد الكبريت والذي يتحد مع بخار الماء العالق في الجو مكوناً بذلك حمض الكبريتيك، وقد يتحد مع بعض الغازات الأخرى في الهواء مثل النشادر، وينتج في هذه الحالة مركب جديد هو كبريتات النشادر، ولذلك يعتبر غاز ثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النتروجين هما المصدر الرئيسي للأمطار الحمضية.
1200px-Gavin_Plant
ينتج غاز ثاني أكسيد الكبريت من عدة مصادر، كما يمكن أن ينبعث نتيجة للكوارث الطبيعية، حيث تساهم الطبيعة بنسبة 10% من مجموع هذا الغاز المنبعث في الجو، وتتمثل هذه النسبة في انبعاثات البراكين ورذاذ مياه البحار إضافة إلى الكائنات الحية. أما النشاطات الصناعية فلها النصيب الأكبر؛ حيث تساهم بنسبة 69,4% نتيجة الاحتراق الصناعي. أما وسائل النقل فهي مسئولة عن 3,7% من الانبعاثات.
china-polluted-chinese-city-smog
إن الآثار السلبية لهذه الأمطار الحمضية والغازات المسببة لها تكاد لا تحصى، حيث يعتبر غاز أكسيد النيتروجين خطيراً في حد ذاته؛ إذ أنه يهاجم أغشية أعضاء الجهاز التنفسي ويزيد من احتمال الاصابة بالأمراض التنفسية، كما يساهم في إتلاف طبقة الأوزون، ويعمل على تكوين الضباب الدخاني الذي يعد بالغ الخطورة على الإنسان؛ ففي مدينة لندن عام 1952 عندما خيم الضباب الدخاني لمدة ثلاثة أيام؛ مات بسببه 4000 شخص، إضافة إلى حوادث أخرى في أنقرة وأثينا.
110106-fish-kill-sandy-point3.grid-6x2
عند هطول الأمطار الحمضية على المصادر المائية سواء العذبة أو المالحة؛ فإن ذلك يؤثر بصورة مباشر على قدرة الأسماك على امتصاص الأكسجين والأملاح والمواد الغذائية اللازمة للحياة، وبذلك قد نفقد ثرواتنا السمكية بأكملها ذات يوم إن لم نحد من هذه الظاهرة، كما أننا قد نفقد مصادرنا المائية نفسها.
-_Acid_rain_damaged_gargoyle_-
وعند هطول هذه الأمطار على المباني، فإنها تتفاعل مع المواد المعدنية المختلفة وتعمل على تفكيكها من مركباتها، وهذا يتسبب في هشاشة المبنى، وكذلك الزخارف والتماثيل تتأثر بتفاعل هذه الأمطار مع مركبات الكالسيوم التي يحتوي الجبس. وهذا الأمر قد يكون مكلفاً بشكل كبير؛ ففي “وست منسر” بإنجلترا تم تخصيص ما يصل إلى عشرة ملايين جنيه إسترليني لأعمال الترميم للمباني المتضررة من المطر الحامض، أما الولايات المتحدة فقد أنفقت 35 مليار دولار على التلف الذي أصاب الأصباغ بسبب هذا المطر، ووصلت كلف ترميم كاتدرائية كولونيا في ألمانيا إلى حوالي 20 مليون دولاراً، أما ترميم النصُب التذكارية الرومانية فقد كلفت الإيطاليين حوالي 200 مليون دولاراً !
dead-spruce_133_600x450
أما الغابات والأشجار فهي لا تسلم من أيدينا أبداً، سواء بصورة مباشرة أو نتيجة لأفعالنا، وللأمطار الحمضية الأثر البالغ في إيذاء الأشجار وتدمير الغابات، من خلال التأثير المباشر على الأشجار أو من خلال إفساد التربة وتغيير خواصها، وبذلك تتأثر الحياة البيئية المرتبطة بهذه الغابات، وينعكس هذا أيضاً على حياتنا، فالغابات من المصادر الطبيعة التي نعتمد عليها.
smog
وللحد من تكون الأمطار الحمضية لابدّ من تغيير سلوكنا السيء تجاه البيئة؛ وذلك بالتقليل من استهلاك الوقود الاحفوري، والبحث عن بدائل آمنة صديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية، إضافة إلى تنظيم النشاطات الصناعية. ومن خلال الجهود الدولية تم توقيع اتفاقيات بخصوص هذه النشاطات الصناعية وتم وضع بعض الحدود لها، إلا أن حاجة الإنسان للتصنيع تزداد مع ازدياد أعداد البشر، وتبقى المعادلة صعبة للتسوية بين متطلبات الحياة المدنية، والآثار السلبية لما نفعله!
فاصل 1
images
فاصل 1

468x60
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : السبت، 27 يونيو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا
250x300
تعليقات الفيس بوك
0 تعليقات بلوجر

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، روابط لا علاقة لها بالموضوع لانه سيتم حذفها فوراً.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

شكرا لتعليقك
مدونة دليلي
عرب ويب