فن التصوير المجهري

468x60

عندما نتحدث عن التصوير المجهري فإننا بالتأكيد نعني عالماً صغيراً يحتاج لعناية خاصة في التصوير، أكثر من تلك التي نتلقاها أنفسنا في محلات التصوير الفاخرة، فهذا الفن يحتاج لعدسات بدقة عالية وكاميرات واضحة الالتقاط، ويحتاج لصبر أكبر من دقة تلك العدسات، ولكن يبدو أن هذا العمل له هواته حول العالم ممن يلاحقون الحشرات والمخلوقات الضئيلة في كل مكان أينما حلّت…
يطلق مصطلح التصوير المجهري photomacrography أو Macro photography على أي عملية تصوير تنتج عنها صورة أكبر من الجسم الحقيقي، كالصور التوضيحية التي يتم عرضها للكائنات الدقيقة، إلا أن هذا الأمر أصبح فناً موجهاً أكثر نحو الحشرات فهي متوفرة في كل مكان، وبات هذا النوع من الصور يروج لعالم الحشرات على أنه عالم خلاب، على الأقل بالنسبة لمن يلتقط تلك الصور…
يعتمد التصوير المجهري على العديد من العوامل والأوضاع؛ فالكاميرا نفسها يجب أن تكون بدقة عالية ومزودة بعدسة توفر دقة في أعلى حالات التكبير للصورة، وذلك لأنه إذا تم استخدام عدسة عادية تتشوه الصورة عند الاقتراب من الأجسام ضئيلة الحجم، والآن صارت هناك معدات وعدسات مخصصة لهذا الغرض تقدمها شركات شهيرة مثل كانون وسوني.
كغيره من فنون التصوير، يحتاج التصوير المجهري إلى توخي اللحظات المناسبة للالتقاط، فقد تكون هناك لحظات جميلة تحتاج لتوثيق.
أو لحظات حاسمة لا تمهل المصور الكثير من الوقت لإحضار أدواته، لذلك تجد المهووسين بالتصوير على استعدادٍ للالتقاط في أغلب أوقات اليوم.
أحياناً ليقوم المصور بالتقاط صور شخصية لحشرةٍ ما أو لأي جسم صغير قد يضطر لاستخدام استديو خاص بتلك الكائنات حتى تتوفر الخلفية المناسبة والإضاءة اللازمة للتصوير…
وينتج عن هذا التصوير أشكال مذهلة لأشياء كنا نراها من الأعلى دون اهتمام، أو نتقزز منها أحياناً…
تبدو هذه الحشرات تحت العدسة وكأنها وحوش عملاقة كالتي نراها على الشاشات وقد أتت لتوها من الفضاء.
لو كانت هذه العنكبوت بالحجم الذي نشاهده الآن، فلا أعتقد حينها أن المبيد سيكون الحل الأمثل.
تظهر هذه الصورة العيون المركبة لهذه الحشرة… تخيل آلاف من الكاميرات تراقب المكان.
عند الاقتراب أكثر تظهر أجزاء لم تكن مشاهدة بوضوح بالعين المجردة.
تبدو هذه الحشرة هنا مثل مصاص دماء حقيقي بكامل معداته الجراحية… كل هذه الأسلحة تمتلكها هذه الوحوش الصغيرة!!
ولا يقف فن التصوير المجهري على الحشرات وحدها رغم ازدهار صورها، فهناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي تدعو للتأمل، فقط يحتاج الأمر منا أن نقترب أكثر، ولا ننسي أن نحضر أدواتنا ونتحلى بالكثير من الصبر لاقتناص الفرص المناسبة…
468x60
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا
250x300
تعليقات الفيس بوك
0 تعليقات بلوجر

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، روابط لا علاقة لها بالموضوع لانه سيتم حذفها فوراً.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

شكرا لتعليقك
مدونة دليلي
عرب ويب