مشروع الرجل الخارق

468x60
تدور الشكوك والتوقعات حول سلاح فائق التطور يجري العمل عليه في دهاليز صناعة الأسلحة السرية والمتقدمة في الدول الكبرى ،و هذا السلاح عبارة عن رجل بقدرات خارقة !!
رجل يستطيع سحق كتيبة كاملة بمفرده !!
رجل يستطيع الطيران ! بل وبسرعة عالية والمناورة بسرعات رهيبة !!
رجل يمتلك عيون خارقة ؟ يستطيع الرؤية في الظلام ومن مسافات بعيدة !!
رجل يستطيع قنص العدو من مسافات بعيدة ، وبسهولة كبيرة !!
رجل يستطيع سمع وقع الأقدام من مئات الأمتار !
رجل جسده مضاد للرصاص !! ويستطيع مناورة الصواريخ !!
هذه بعض صفات سلاح الرجل الخارق الذي تدور الشكوك حوله ؟
 لكن ؟!
لنكن واقعين .
 هل يمكن صناعة رجل بهذه القدرات الخارقة ؟
هل يمكن صناعة رجل يجمع بين قدرات الإدراك البشرية ، وبين صلابة وقوة الآلة الميكانيكية ؟
في الإجابة على هذا السؤال لا بد أن نمزج الخيال بالحقيقة ، لنحصل على أدق نتيجة ممكنة .
والإجابة هي : نعم ! لكن من منظور آخر .
فمن الناحية النظرية يمكن صناعة ذلك السلاح ولكن بشكل مزدوج بين الآلة والإنسان . بمعنى أن يتكون سلاح الرجل الخارق من إنسان يتم تزويده بزي فائق التطور مزود بكثير من التقنيات المتقدمة ، بحيث تمكنه من القدرات الخارقة آنفة الذكر . ولنتناول الموضوع بشكل مفصل حتى تتضح الصورة كاملة .
هل يمكن لرجل التحليق لارتفاعات عالية والإنطلاق والمناورة بسرعات كبيرة ؟!
نعم فما توفر من تقنيات يتيح ذلك ، ولنبدأ بتقنية صُنعت قبل 50 عام وبالتحديد في عام 1967م حيث استطاع الجيش الأمريكي صناعة حزام يحتوي على محرك نفاث صغير ، وبعد تثبته على ظهر الجندي يستطيع من خلاله الطيران لارتفاعات عالية . ولنشاهد هذا المقطع حيث التجارب الأولى للحزام النفاث .

طبعاً هذا المحرك يعتبر بدائي ويمكن قنص صاحبه بسهولة ، ولكن هذا الاختراع عُمل قبل 50 عام والتقنيات تطورت كثيراً ، ويمكن الآن عمل محرك أقوى بكثير ، لن نطيل كثيراً في المحرك النفاث ولنذهب لاختراع آخر برز مؤخراً ويمكن من خلاله للرجل الخارق الانطلاق بسرعات عالية جداً وهو الأجنحة النفاثة .
وهي أجنحة صغيرة مزودة بمحركات نفاثة يمكن من خلالها الطيران لارتفاعات عالية وبسرعات كبيرة ، كما أن المناورة بالأجنحة النفاثة أسرع بكثير من المحرك النفاث .
ومن نقطة الطيران والمناورة إلى نقطة القوة والصلابة ، وإمكانية تحمل وصد هجوم الخصم ؟!
من المعلوم لدى الجميع أن ما يتوفر الآن من سترات واقية ودروع مضادة رصاص ثقيلة جداً .
 ولو تم تثبيتها على الرجل الخارق فلن يستطيع الطيران ، وإن استطاع الطيران فسيكون ثقيل جداً وسوف تكون حركته بطيئة وبالتالي سيكون هدف سهل للخصم . إلا أنه مع التطور الكبير في علم المواد ومع الطفرة التي أحدثتها تقنيات النانو ، أصبح هناك بدائل أفضل بعشرات المرات .  فمن المواد يجري العلماء عليها العديد من الأبحاث والتجارب وحققت نتائج مذهلة مادة الجرافين .
 فبعد بعض التعديلات المعملية في تركيبات مادة الجرافين توصل العلماء لصناعة مادة الجرافين تمتلك بنية هيكلية قوية تجعل شريحة رقيقة من الجرافين بسمك ذرة واحدة أقوى أكثر من 100 مرة من الحديد الصلب بنفس السمك .
 وهذا يفتح الباب على مصراعيه لصناعة مواد رقيقة جداً وتكون مقاومتها للصدمات عالية جداً . ومن خلال هذه التقنيات سيكون صناعة زي للرجل الخارق مقاوم الرصاص وشظايا الانفجارات أمر وارد وبدرجة كبيرة .
ماذا عن الرصد والقدرة على المشاهدة الليلية والإمكانات البصرية الكبيرة كرصد العدو من مسافات بعيدة وكشف أما كن الإختباء ونحو ذلك ؟!
أظن أن هذه النقطة لن نختلف بها كثيراً . فالكاميرات الرقمية المتاحة الآن في الأسواق وصل التقريب والرؤية الواضحة لعدة كيلومترات .
فما بالك بالكاميرات في الاستخدامات العسكرية ، فعلى سبيل المثال استطاعت إحدى الشركات الأوربية العاملة في مجال صناعة الطائرات المقاتلة تثبيت كاميرا أو بالأصح منظار إلكتروني يمكن من خلاله مشاهدة طائرات الخصم من عشرات الكيلومترات وتحديد نوع الطائرة ومواصفات وذلك للتغلب على وسائل التشويش التي تشوش على أجهزة الطائرة ، وبالتالي لا يستطيع الطيار تمييز الخصم أمامه . أضف إلى ذلك الكاميرات الحرارية والمناظير الليلية فكلها تقنيات وصلت مستويات متقدمة ، وبالتالي فإمكانية الرصد متاحة وبكل سهولة يمكن استخدامها بإمكانات كبيرة في الرجل الخارق .
وفي ذات المجال أجهزة التحسس والاستشعار وصلت لمراحل متقدمة من التطور ، فيمكن قياس اهتزازت الأرض التي تنتج من سير سيارة من مسافة بعيدة (على طريق غير معبد)، وكذلك يمكن رصد الصوت والاهتزاز الناتج من جري الإنسان من مئات الأمتار .
أسلحة الرجل الخارق ؟
صواريخ صغيرة شديدة التدمير ، لا أقول يمكن صناعاتها ، بل هي موجودة الآن ويكفي زيارة أحد معارض الأسلحة السنوية التي تعرض في الدول الكبرى لاستعراض آخر ما توصلت له الصناعات العسكرية .
 وستجد الكثير من هذه الأنواع كما ستجد أسلحة رشاشة تحتوي طلقاتها على قدرة تدميرية كبيرة ، فقط كل ما تحتاج عمل تعديلات صغيرة لتكون متكاملة مع الرجل الخارق .
كل ما ذكر من تقنيات سيكون عديم الجدوى أو في أحسن الأحوال ضعيف الأثر إن لم يتوافق مع أهم عنصر في الرجل الآلي وهو العقل الإلكتروني ، وبعبارة أدق نظام التشغيل .
وهذه النقطة هي الأهم في مشروع الرجل الخارق ، وكل القدرات السابقة تفقد جل تأثيرها ، إذا لم تدمج بنظام تشغيل متطور يرتب عملها ويرفع مستوى السرعة والدقة إلى أبعد الحدود .
أنظمة التشغيل ونظم الذكاء الصناعي ، بدأت تدخل في حياتنا اليومية ، ومن بداية دخولها كانت النتائج مذهلة والقدرات غير محدودة ، مع العلم أن دخولها كان في مجالات محدودة وبقدر بسيط نوعاً ما .
فعلى سبيل المثال ، الدمج بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي في نظام تشغيل نظارة قوقل أعطى مرتدي النظارة قدرات كبيرة جداً .
 أضف إلى ذلك أنظمة الذكاء الصناعي ( سيري ، قوقل ناو ، كورتا) التي أضيفت إلى نظم التشغيل وأعطت نتائج مبهرة مع أنها في مراحلها الأولى .
فمع التقدم الكبيرة لعلم البرمجة أصبح من الممكن دمجها نظم التشغيل في أي مشروع ، فمن ناحية الإمكانية ، يمكن برمجة نظام تشغيل مدعوم بأحد أنظمة الذكاء الصناعي لمشروع الرجل الخارق ، وهذا سيمنحه سرعة خارقة وقدرة كبيرة في الإدراك والرد بما يحقق له التفوق المطلق أمام الخصم .
وأظن الآن أن فكرة المقال اتضحت بالكامل ، وهي تناول موضوع صناعة الرجل الخارق من حيث الإمكانية في ظل ما هو متوفر من تقنيات ، وليس الجزم بوجود مشروع كهذا .
سؤال على الهامش :
هل يمكن لدولة عربية أو أجهة عربية علمية ما ، كجامعة مثلاً ، تبني مشروع بمستوى هذا المشروع ؟!
الإجابة هي : نعم .!!
فالمعلومات الآن أصبحت متوفرة بشكل غير مسبوق ، وكثير من الأسرار التقنية والتكنولوجيا المتقدمة أصبحت متوفرة في الشرق والغرب ، بل في السوق السواء !
والعقول العربية النابغة لا تخطئها العين في المحافل العلمية الدولية ، وفي المعارض العالمية لبراءات الاختراع  .
كل ما ينقص العرب اليوم للقيام بمشاريع كبرى هو الإرادة والإدارة . صحيح أن واقعنا العربي محبط ، وكثير من الدول العربية تعاني من اضطرابات كبيرة .
ولكن كما قيل : إن السماء ترجى حين تحتجب !
فقد يكون ما يمر به العالم العربي مخاض يتولد عنه استقرار وازدهار ، ونهضة ترقي منها خلالها كثير من الشعوب العربية المنكوبة . وعسى أن يكون ذلك قريبا .


فاصل 1
468x60
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الخميس، 2 يوليو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا
250x300
تعليقات الفيس بوك
0 تعليقات بلوجر

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، روابط لا علاقة لها بالموضوع لانه سيتم حذفها فوراً.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

شكرا لتعليقك
مدونة دليلي
عرب ويب