الشفق القطبي

يبدو هذا المشهد الخلاب الذي يعج بالألوان الجذابة وكأنه من صناعة برامج الحاسوب، فهو يبدو من الوهلة الأولي مثل سحابة من الألوان المتموجة قد تم صنعها على الجو لإضافة تأثيرات سينمائية على المشهد، إلا أنه أحد ظواهر الطبيعة الساحرة على كوكبنا، وبالرغم من أنه ظاهرة طبيعية، إلا أنه من الصعب تمييز الصور الملتقطة حقيقة والمصنوعة باستخدام برامج الرسوميات. وله أسماء أخرى مثل الفجر القطبي أو الأضواء القطبية وبالإنجليزية يطلق عليه أورورا aurora.

ويظهر الشفق القطبي على منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي، وله بعد تاريخي عند الحضارات القديمة، وقد شاعت حوله الأساطير، فالمنظر ساحر للأبصار ولم يكن هناك تفسير علمي له، لذا كانت الفرصة لأن يدلي كل واحد دلوه ويقول ما شاء ولا أحد ينكر عليه.

وقد ظن سكان الأسكيمو في الماضي أنه كائن شبحي فضولي، وإذا ما تحدثت بصوت منخفض فإن يحاول الاقتراب منك لإشباع فضوله. وعند الرومان كانت الأورورا تعد آلة الفجر، ويعتقدون أنها تقطع السماء بعربتها!

أما التفسير العلمي للشفق القطبي فهو مرتبط بالرياح الشمسية التي تأتي حاملة معها فيض من الأيونات المتدفقة بصورة مستمرة، ولكن من نعم الله علينا وجود حقل مغناطيسي حول كوكبنا؛ وهذا يمنع دخول هذه الأيونات إلينا، فيتجه كثير منها نحو قطبي الأرض، وتصطدم هذه الأيونات الشمسية مع الذرات الموجودة في الطبقات العليا للغلاف الجوي لكوكب الأرض، وعند الاصطدام ينتج فيض من الفوتونات بألوان متعددة على حسب نوع الذرات؛ فالأخضر أو البني المحمر يشير إلى الأكسجين، أم الأزرق والأحمر فهو يشير للنتروجين، كما أنّ هناك تداخل بين هذه الألوان الأساسية؛ فينتج عن ذلك ألوان جديدة تزيد الشفق جمالاً ورونقاً.