هل النيازك مصدر لفيتامين B3 على الأرض؟

468x60

قلما تجد في ذهنك رابط بين النيازك والحياة على كوكب الأرض، فاسمها لا يوحي إلا بالكوارث الكونية ونهاية العالم، إلا أن هناك من يعتقد أنها قد ساهمت في تمهيد الحياة على كوكب الأرض في الزمن الماضي قبل الإنسان، وهذا ما تشير إليه التحليلات المعملية للنيازك.




ففي عام 2001 كشف فريق باحثين من جامعة أريزونا بعد أخذ عينة تحليلية من نيزك بحيرة تاجش Tagish Lake meteorite والذي سقط على الأرض في شهر يناير من سنة 2000 وتناثرت أجزاء منه على بحيرة تاجش المتجمدة وهي بحيرة تقع في الجزء الغربي من كندا، وقد وجدوا في العينة مادة النياسين أو ما تعرف بفيتامين ب3 إضافة إلى بعض الأحماض الكربوكسيلية المكونة للنياسين pyridine carboxylic acids وهي أحماض عضوية  منتشرة في الطبيعة، كما يمكن تحضيرها معملياً. وتعد تلك المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف أن النيازك تحمل معها مادة النياسين.
وفي دراسة أخرى لثمان عينات من النيازك تم تحليلها في معمل مركز غودارد للبيلوجيا الفلكية Goddard’s Astrobiology Analytical Laboratory، وهو مركز تابع لوكالة ناسا، وقد أظهرت التحليلات فيه أيضاً وجود نسبة ضئيلة من مادة النياسين على العينات.


ولنعرف أهمية النياسين بالنسبة لنا؛ علينا أن نعرف ما يمكن أن يسببه نقص النياسين في جسم الإنسان، فعند اختلال النظام الغذائي بنقص فيتامين ب3 فهذا يؤدي إلى تقرحات في الجلد والفم، كما يسبب التعب والصداع المزمن وفقر الدم ويؤدي للإصابة بمرض البلاغرا، وليس هذا غريباً؛ فمادة النياسين هي أحد الفيتامينات الخمسة الأساسية لجسم الإنسان. وقد استخدم النياسين لأكثر من 50 سنة لزيادة مستويات “البروتينات الدهنية مرتفة الكثافة” في الدم، وهي بروتينات تلعب دوراً كبيراً في التمثيل الغذائي للإنسان؛ فهي جزء أساسي في بناء جدران الخلايا ولا يمكن الاستغناء عنها، إضافة إلى فوائدها الأخرى في التخلص من الكوليسترول الخفيف الذي يسبب تراكمه أمراض القلب والكلى والمخ. ورغم فائدة هذا النوع من البروتين لجسم الإنسان، إلا أنه لا يستطيع تكوينه داخلياً ويحتاج أن يحصل عليه من مصادر خارجية مثل الأسماك.


وبالرغم من تكون مادة النياسين في الطبيعة، إلا أن النيازك قد يكون لها دور في تعزيز وجود هذه المادة على كوكب الأرض قبل آلاف السنين تمهيداً لبدء حياة الإنسان عليها، كما أن وجود الأحماض الكربوكسيلية المكونة لمادة النياسين قد يكون محط اهتمام للعلماء، فهذه الأحماض تظهر عندما يذوب النياسين في الماء. فهل هذه النيازك كانت تحمل معها جزيئات ماء أو حبيبات ثلج كما يزعم بعض العلماء؟


ففي احدى النظريات التي تصور تكون المجوعة الشمسية، يعتقد فيها العلماء أن النظام الشمسي كان في بادئ الأمر سحابة ضخمة كثيفة تحتوي على غاز وغبار وثلج، وقد تجمعت كتل الغبار والجليد على شكل مذنبات وكويكبات صغيرة، واصطدم بعضها ببعض لتكوين أجسام أكبر، وفي نهاية المطاف تكونت هذه الكواكب كبيرة الحجم!
فاصل 1
عباس-محمود-العقاد_10986
فاصل 1
468x60
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الاثنين، 29 يونيو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا
250x300
تعليقات الفيس بوك
0 تعليقات بلوجر

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، روابط لا علاقة لها بالموضوع لانه سيتم حذفها فوراً.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

شكرا لتعليقك
مدونة دليلي
عرب ويب